Screenshot

تجار الأضاحي الموريتانيين ……موسم الهجرة نحو الجنوب بحثا عن الارباح


🛑تجار الأضاحي الموريتانيون… موسم الهجرة نحو الجنوب بحثًا عن الأرباح

مع اقتراب عيد الأضحى، تبدأ حركة نشطة تشهدها الأسواق الموريتانية، لكنها لا تكتمل داخل حدود الوطن، إذ يفضل مئات التجار الموريتانيين شدّ الرحال جنوبًا نحو السنغال، مستفيدين من اتفاقية ثنائية بين نواكشوط وداكار تتيح تصدير الأضاحي إلى الجارة الجنوبية، وهي اتفاقية تحوّلت إلى فرصة ذهبية لجني الأرباح.

في السنغال، تُباع الأضاحي، خصوصًا الكباش ذات الأحجام الكبيرة، بأسعار خيالية مقارنة بنظيراتها في السوق الموريتانية. الكباش الموريتانية، المعروفة بجودتها وضخامتها، تحظى بإقبال لافت من طرف السنغاليين، الذين لا يترددون في دفع مبالغ كبيرة للحصول على “الكبش المثالي”، وهو ما يدفع التجار الموريتانيين إلى تفضيل عرض بضاعتهم هناك، رغم وعورة الطريق وارتفاع تكاليف النقل والمخاطر الأمنية أحيانًا.

رحلة محفوفة بالمخاطر… لكنها مجزية

يقطع التاجر مسافات طويلة وسط تضاريس صعبة، ويتحمل نفقات مرتفعة تشمل النقل، والإعاشة، والتأمين، ناهيك عن التعقيدات الإدارية التي قد تعترضه على الطريق. ومع ذلك، فإن عائدات البيع في السنغال تغريه بالمغامرة، إذ يمكن أن يربح أضعاف ما قد يجنيه من البيع في الأسواق الموريتانية، التي يشكو كثير من التجار من ضعف القدرة الشرائية فيها، ورفض المستهلكين دفع أسعار مرتفعة، مهما كان حجم الكبش وجودته.

بين العرض والطلب… تتحدد وجهة التاجر

في حديث مع بعض التجار، أكدوا أن السوق الموريتانية باتت لا تفي بطموحاتهم، حيث يعاني أغلبهم من ركود نسبي قبيل العيد، في ظل عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي بأسعار عالية، الأمر الذي يدفعهم إلى التفكير في خيارات أكثر ربحًا، وإن كانت أكثر مشقة.

الطلب السنغالي القوي، المدفوع بعادات اجتماعية ودينية تجعل من الأضحية رمزًا مهمًا في العيد، يجعل من الكبش الموريتاني سلعة مطلوبة بشدة. ويقول أحد التجار: “في السنغال، لا يسألك الزبون عن السعر أولًا، بل عن حجم الكبش وهيئته، وبعدها يقرر الدفع بسخاء إذا أعجبه، عكس ما يحدث هنا في موريتانيا حيث يبدأ الزبون بالمساومة من أول نظرة.”

فرصة اقتصادية تحتاج إلى تنظيم

ويرى مراقبون أن هذه الحركة التجارية الموسمية يمكن أن تتحول إلى رافعة اقتصادية حقيقية إذا ما تمت إدارتها وتنظيمها بالشكل المطلوب. فالطلب الخارجي على المواشي الموريتانية يمكن أن يساهم في إنعاش قطاع الثروة الحيوانية وتوفير فرص عمل، خاصة في المناطق الريفية التي يعتمد سكانها بشكل كبير على تربية المواشي.

ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر في تنظيم هذه التجارة بما يضمن مصلحة التاجر، ويحافظ في نفس الوقت على استقرار الأسعار في السوق المحلية، حتى لا يشعر المواطن الموريتاني أنه الخاسر الوحيد في موسم العيد.

شاهد أيضاً

جمارك انواذيبو تحجز مبلغ 200 ألف اورو كانت على وشك التهريب

تمكن أفراد من مكتب الجمارك التابع لولاية داخلت انواذيبو عند النقطة الحدودية 55 كلم التابع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *