قالت معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي الدكتـورة هـدى بـابـاه، إن موريتانيا أدركت أن التكنولوجيا لم تعد ترفاً أو خياراً، بل أصبحت ضرورة لضمان تعليم عصري، يواكب تحديات القرن الحادي والعشرين، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، خصوصاً الهدف الرابع المتعلق بتعليم جيد، منصف، وشامل.
وفي كلمة لها خلال اجتماع لوزراء التعليم المشاركين في أعمال “قمة تكنولوجيا التعليم” التي تستضيفها مدينة إسطنبول التركية، أضافت السيدة الوزيرة أن الدولة الموريتانية شرعت منذ تولي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم في تنفيذ تحول رقمي واسع، مدفوع بإرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة، تهدف إلى تحسين جودة التعليم، وتوسيع فرص الولوج إليه، وتعزيز المواءمة بينه وبين سوق العمل، وتعزيز نجاعة إدارته.
وتابعت معالي الوزيرة: “ذلك أن فخامة الرئيس جعل من إصلاح التعليم ركيزة أساسية في برنامجه الطموح، ومن التحول الرقمي أداة مركزية نحو الشفافية والإصلاحات الادارية.”
وعددت السيدة الوزيرة الإجراءات التي اتخذت في مجال رقمنة التعليم، حيث شملت إطلاق نظام معلومات إداري وتربوي يُعرف بـ SIRAGE، وإعداد إستراتيجية وطنية للتعليم عن بُعد، وتوفير أجهزة EDphone وEDbox تتيح بيئة رقمية دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت في بعض المناطق الريفية، إضافة إلى إطلاق منصة لتسجيل الامتحانات ومنصتين إحداهما للتكوين الذاتي mauritaniaedu.com والأخرى للتعليم الاساسي والثانوي monecole.gov.mr، والعمل جارٍ لتعزيز هذه المنصات وتحسينها، كما تم تجهيز قاعات في الداخل للتعليم عن بعد وربطها بقاعة مركزية في نواكشوط لإعطاء حصص تفاعلية عن بعد.
وأشارت معالي الوزيرة إلى أنه سيتم في المرحلة المقبلة تعميم التكوين المستمر للمدرسين في استخدام التكنولوجيا البيداغوجية، ودعم البنية التحتية الرقمية للمؤسسات، خصوصًا في المناطق ذات الأولوية، وتشجيع إنتاج محتوى رقمي محلي يعكس الهوية الثقافية والتربوية الوطنية، إضافة إلى توسيع الشراكات الإقليمية والدولية في هذا المجال الحيوي.