ناشد المواطن اللبناني محمد سلامه، المولود عام 1967، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منحه وأبناءه الجنسية الموريتانية، بعد أن قضى قرابة نصف قرن من عمره في البلاد، دون أن يحصل على الجنسية رغم ارتباطه العميق بموريتانيا.
وصل محمد سلامه إلى نواكشوط عام 1981، هاربًا من أهوال الحرب الأهلية اللبنانية التي عصفت ببلده، وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
بدأ حياته في موريتانيا بالعمل مع عمه سعد الله جواد سلامة، الذي أسس حينها واحدة من أوائل البقالات التجارية في العاصمة، تحت اسم “صوما”، وكان أيضًا أول من استورد الأخناط (التوابل والعطور الشرقية) إلى البلاد.
ومنذ ذلك الحين، اختار محمد سلامه أن يجعل من موريتانيا وطنًا دائمًا له، حيث أسس أسرته هنا، وأنجب أبناءً كلهم ولدوا ونشأوا في موريتانيا، لكنهم – مثله – لا يزالون محرومين من الجنسية الموريتانية.
يقول محمد سلامه، الذي مضى على وجوده في موريتانيا أكثر من 44 عامًا: “أحببت هذه الأرض من أول يوم وطأت فيه قدماي نواكشوط، وتربيت بين أهلها الطيبين، واليوم لم يعد لي وطن سواها.. وكل ما أتمناه هو أن أحمل جنسيتها، لأُدفن فيها عندما يحين أجلي.”
ويضيف في مناشدته: “أناشد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي نثق في عدله وإنسانيته، أن يمنحني وأبنائي هذا الحق، فقد قضيت عمري كله في موريتانيا، ولم أدّخر جهدًا في خدمتها، وها هم أبنائي يواصلون نفس المسيرة.”
وتسلّط هذه القصة الضوء على معاناة فئة من المقيمين القدامى في موريتانيا، ممن ساهموا في بناء المجتمع وسوقه التجاري، دون أن يتمكنوا حتى اليوم من نيل الاعتراف القانوني الكامل بوضعهم كمواطنين.